تشرين الأول .. ذكريات من حُمص !

7/10/2011 كنت قد رفضت أن يذهب والدي معي لإجراء مفاضلة التعليك المفتوح , وقتها إتصلت بأحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في الفضاء الإلكتروني (مدون وناشط على تويتر) , ليساعدني في كوني اول مرة تطأ قدماي هذه المدينة , لدى دخول البولمان عدة مناطق وسهول ومرتفعات كان آخرها البياضة التي هي جزء ليس ببعيد عن المدينة ذاتها , وقف البولمان وأخيرا ً في كراج حمص .

جو صيف حار لمن لم يعتاد على الجو الشديد , حارة صيفا ً باردة شتاء ً لكن كلا المناخين له رائحته في حمص , تخرج من الكراج كعادة أي مدينة سورية ليتهافت عليك سائقي التكاسي وباللهجة الحمصية المحببة “لوين رايح أخي َ” حتى تركب معه وينطلق بك داخل المدينة .

لن تفرق معهم فلا تنظر إلى الصليب المعلق على المرآة أو القرآن الموجود على التابلو لأن عبارة السلام عليكم يرد عليكم كل من المسلم والمسيحي دون أن يفرق معه الأمر شيء ً , قد تركب مع سائق “شاب” يفكر في هموم الحياة طوال الطريق , وقد تركب ما سائق “سيارة عادية فضية اللون” يجعل منها تكسي لتأمين لقمة عيشه !

لم أعد أذكر عدد المرات التي زرت فيها المدينة كانت أيام معدودة على أصابع اليد التي نمت فيها هناك , لن تضيع وسط أهلها , فأي ساكن ٍ تسأله سوف يجيبك بما يُعرف .

أبز ما يميزها هو مسجد خالد بن الوليد الذي كنت أظن انه حديث البناء لأكتشف أن المسجد منذ قديم الزمان وقد بناه المسلمون والمسيحيون بيد واحدة !

الزائر إلى حمص عليه أن يعرف بأنها تشتهر بالحلويات فمن منا لم يسمع بأبو اللبن ؟ أو لم يذق منتجاته أو من من لم يشاهد تلك اللافتة الضخمة التي تراها عند خروجك من الكراج , ومن منا لم يسأل بائع الحلويات في مدينته عن أهل حمص وحلوياتهم ؟

الدبلان , ذلك الشارع العصري حسب مايصفه الناس , شارع ضيق يسوده الهدوء , يشتهر باحتواءه على محال الألبسة والماركات “العالمية” إضافة لذلك يعرف باسم شارع  المتنبي وهو الإسم الرسمي له .

كريش وشاورما كريش , الذي علي أن أقف ربع ساعة حتى أعطي العامل طلبي , كريش هو محل وجبات سريعة معروف في حمص وربما في سورية (إذا بحثت عنه على Google) , أتذكر أنني لم أكن صحبة أنا وصاحب المطعم الذي كان صاحب أنشف وجه وأسوء معاملة بحق (وربما متكبر) , لكن ما كان ينتجه مطعمه كان طيب ولذيذ بعكس أطباع صاحبه !

جامعة البعث التي تعد (أول جامعة في سورية) موجودة ضمن حرم واحد فلا داعي أن تركب تكسي لتذهب للكلية الفلانسة مادامت الكليات جميعها في سور وحرم واحد , القادم إلى جامعة البعث عليه أن لاينسى أن يمر بالنفق (أذكر أنني نسيت أن هنالك نفق وحاولت العبور من الشارع الرئيسي) .

أبز مايميز الجامعة بأنها سافرت بحدود الـ 5 مرات كي أحصل على كتابين فقط , ولم أحصل عليهما إلا في المرة الأخيرة .

استأجرت منزل في منطقة السكن الشبابي (منطقة مليئ بالمشاريع السكنية) , كنت أراها كالقطيعة فالوصول إليها يحتاج وقت , ثم أن طريق الشام ليس ببعيد عنها , كانت مشكلة إذا توقفت الباصات وتريد الذهاب إليها خصوصا ً ليلا ً عندما تشاهد الخلاء أمامك لتظن انك الوحيد في تلك المنطقة لا تسمع إلا أصوات الكلاب والشاحنات التي تمر على طريق الشام … لقد قضيت ليلة بمفردي هناك !

حمص ملخص القول بأن شعب الله الحباب هي العبارة المحبوبة لدي , طيبة أهلها لن تنساها , ولاتنسى أن تقرأ الحكاية  في وجوه الناس وملامحهم !

روابط : حمص – ألبوم مدينة [فيديو] .

الأوسمة: , , , , , , , , ,

رد واحد to “تشرين الأول .. ذكريات من حُمص !”

  1. 2amar Says:

    حومص حبيبتي يا مدينة سكنت في وجداني انتي يا عمري يا حياتي تئبشيني حارة حارة و رصيف رصيف بحببببببببببببببببك

أضف تعليق