فلسفة أبل (1)

كنت أنوي نشر تدوينة جديدة عن فلسفة أبل ومنتجاتها , خصوصا ً بعد أن قرأت تدوينة صديقي محمد حبش عن الولاء الأعمى الذي يدينون به مستخدمي أبل لشركتهم وعن سياسة أو إستراتيجية التمايز التي تنتهجها أبل في منتجاتها , تدوينتي اليوم سأتحدث بها كمستخدم يقرأ فلسفة أبل وعقليتها في طرح المنتجات :

التصميم أولا ً :

لا يختلف إثنان أن شركة أبل في مجال التصميم بارعة أكثر من غيرها , فمهما طرحت باقي الشركات من أجهزة ستشعر للوهلة الأولى أن هذه الأجهزة تصميمها إما غريب /أو/ فاشل /أو/ فانتازي /أو بحال/ دخلها اللونان الفضي والأسود ستشعر بأن شركة ما تقتبس تصميم الآيفون في جهازها هذا .

أبل جعلت من الآيفون والآيباد أجهزة ثمينة , رغم أنها مكونة من معدن الألمينوم وبعض المواد البلاستيكية إلا أنها إستطاعت إدخال فكرة الفخامة والجاذبية لتلك الأجهزة بمجرد إدخال هذه المواد .

القارئ لكتاب حياة ستيف جوبز سيعرف كم تُقدس أبل مجال التصميم , ففي الحقبة الأولى من عهد الشركة , والتي قامت وقتها بتصنيع أجهزة الكمبيوتر البدائية أصر ستيف جوبز على أن (تُطلى البراغي الداخلية لجهاز Apple 1 أو Apple 2 (لم أعد أذكر جيدا ً) أصر أن تُطلى تلك البراغي باللون الذهبي وأن توضع أسماء من عملو على الجهاز على العلبة البلاستيكية من الداخل , وقتها كان الخلاف أنه ما الفائدة من هكذا خطوة مكلفة ومؤخرة للإنتاج – ثم – أن المستخدم العادي لن يفتح الجهاز لصيانه , فكان جواب جوبز أنه يريد أن يوصل رسالة الفخامة التي تسود أجهزة شركته للمستخدم سواء كان على صعيد الإستعمال الخارجي و لـ فني الصيانة الذي سيفتح الجهاز على الصعيد الداخلي .

بالمناسبة هل تساءلت يوما ً ما لماذا يُختار الـ iPhone أو الـ iPad كجائزة في أغلب مسابقات العالم ؟

حديثنا في السابق قد لاتكيف السطور تلك من ناحية العتاد أما من ناحية نظام التشغيل فلـ أبل استرتيجيتها الخاصة .

تعتمد أبل في نظام تشغيلها على إستخدام المواد الخام أو المواد الطبيعية , فالمستخدم لتطبيق iBooks سيرى مكتبة خشبية تحمل كُتبا ً إلكترونية , بعض الأزرار مصنوعة من الستانلس ! , الدوك المخصص للأيقونات يشعرك وكأنه طاولة زجاجية تحمل العديد من التطبيقات الإفتراضية , أيقونة الكالندر تشبه إلى حد ما ورق الروزناما و و و الخ .

هذا النهج الذي تتبعه أبل في نظامها جعل العديد من المطورين يتخذونه نهجا ً خاصا ً بهم , فبدأت تظهر التطبيقات التي تشبه الواقع إلى حد كبير في تصميمها كالشطرنج , تطبيقات الموسيقى , تطبيقات الرياضة … الخ .

كذلك في الأيقونات أصبحنا نرى فن الـ iConest والذي يتسابق المصممون في تقديم الأيقونات القريبة من الواقع , فترى على سبيل المثال تطبيق الطبخ أيقونته همبرغر واقعي , تطبيق التصوير أيقونته كاميرا إحترافية .. والأمثلة كثيرة وموجودة داخل iTunes .

إلى هنا سنتوقف في الحديث عن التصميم كي لايطول أكثر , التدوينة القادمة ستعطي السبب الثاني الذي قد يحبب المستخدمين بأبل .

 

الأوسمة: , , , , ,

رد واحد to “فلسفة أبل (1)”

  1. Khab6ah Says:

    ما ذكرته بخصوص ولاء مستخدمي آبل صحيح تماماً. لم أتوقع بأنها ظاهرة إلا منذ فترة قريبة 🙂
    رغم إعجابي بنظام الأندرويد إلا أنني أجد تطبيقات آبل مميزة متقدمة بمراحل، و على سبيل المثال لا الحصر الظريفة سيري.
    و بالمقابل فإنني أجد أن تطبيقات الأندرويد أكثر من ناحية الخيارات و متاح أغلبها مجاناً.

    تحياتي

أضف تعليق